إنّ الصَحابي المَشهور في رِواية الحَديث النبوي الشريف، والذي قدم من منطقة الباحة هو الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، فقد عُرف عن الصحابي شدّة حُبّه للعِلم، أمضى أربع سنين في جوار النبي -صلّى الله عليه وسلم- عاش فيها زاهدًا من الدنيا منقطعًا عن مترفاتها،
لزم فيهن مصاحبة رسول الله يخدمه ويغزو معه، ليُصبح أكثر الناس معرفةً بحديثه، فاستطاع أبو هريرة في تلك الفترة من استيعاب عددٍ كبير من أحاديث النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ليكون من أكثر الصحابة رواةً عن أحاديث الرسول ومعرفةً بها.
من هو أبو هريرة
هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي، المُلّقب بأبي هريرة، صحابي وفقيه حافظ ولد سنة 602 في منطقة الباحة، أسلم في عام 7 هجري، نشأ في مساكن قبيلته دوس في أرض اليمن، وبعد إسلامه هاجر للمدينة،
ومنذ وصوله للمدينة لزم النبي محمد -صلّى الله عليه وسلم- فكان من أكثر الصحابة رواةً لأحاديث النبي، عُرف بحبّه للعلم، وتعليمه أصول الأحاديث والفقه والدين، فقد اجتمع حوله العديد من الصحابة والتابعين من طلبة الحديث النبوي، وبعد وفاة النبي محمد شارك أبو هريرة في عهد أبي بكر الصديق في حروب الرّدة،
وشارك بالفتح الإسلامي لفارس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، كما تولّى ولاية البحرين في عهده، وإمارة المدينة المنورة سنة 40 هجرياً حتى سنة 41 هجرياً، توفي في المدينة المنورة سنة 59 هجرياً، ودُفن في البقيع.
